كيفية تحديد صعوبات القراءة :
إن أولى مراحل العلاج هو التشخيص ، ويقصد به تفسير أو تحليل ضعف الفرد أو عدم تكيفه ، ويمكن أن يتم فى عدة مستويات أو مراحل حددها فتحى يونس (1998) فى أربع مراحل هى : الأولى تعرف المشكلة ، ويكتفى فى هذه المرحلة بأن يشار إلى أن التلميذ لديه صعوبة فى القراءة ، والثانية يحدد فيها مستوى ضعف التلاميذ فى القراءة ، فيقال مثلاً أن التلميذ فى الصف الثالث يقرأ فى مستوى تلميذ الصف الأول ، والثالث تحدد فيها حاجات التأخر فى القراءة ، فمثلاً يقال أن التلميذ فى حاجة لأن يتدرب فى القراءة على التلخيص ، وتحدد هذه الحاجات عن طريق وسائل وأدوات ، الرابعة تتضمن تحديد العوامل المسببة للضعف والهدف من هذه المرحلة هو تحديد لماذا يفعل التلميذ ما يفعله ؟ وبتعبير آخر ، العوامل التى تكمن وراء ضعف التلميذ فى فهم الأفكار الرئيسة . (12 : 240 – 241)
ولابد عند تخصيص الضعف من تعاون مجموعة من الأفراد فى ميادين مختلفة مثل ميادين علم النفس ، والأعصاب والأطفال ، والأذن والعيون ، وعلم الاجتماع ، وفى البلاد المتقدمة يتعاون كثيرون فى هذا السبيل من هؤلاء المعلم ، مستشار القراءة ، المشخص القرائى ، والمعالج القرائى ، ولكن فى بلادنا العربية ليس لدينا غير المعلم وعليه يقع عبء كبير فى التشخيص والعلاج .
ويعتمد التشخيص فى القراءة على عدة وسائل (انظر مثلاً من 5 : 257 – 294 ، 12 : 244 – 245) يمكن إجمالها فى الآتى :
1- الملاحظة : يستطيع المعلم ملاحظة التلميذ أثناء القراءة داخل الفصل ومعرفة سلوكه القرائى من حيث استمتاعه بالقراءة وجلسته وحركات عينيه ، وتمتاز الملاحة بالكفاءة فى وصف عادات القراءة عند الطفل وحركاته المختلفة حين يقرأ .
2- المناقشة الشفوية : وتستخدم فى تقدير مستوى الطفل ، والبحث عن مشكلاته فى القراءة بشكل تقريبى ، ويتم ذلك بمناقشة الطفل فيما قرأ من حيث معانى المفردات والجمل ، وأسلوب الكاتب والمشكلات المقدمة ، ويتأثر هذا الأسلوب فى الغالب بمستوى قدرة الطفل على التعبير عن نفسه ويتأثر كذلك بذاتية المصحح .
3- الاختبارات : تعتبر الاختبارات وسيلة تشخيص أفضل من الوسائل الأخرى ، لأنها تعتد إلى حد كبير على موقف أكثر موضوعية من حيث تصحيح الإجابات ، وتتنوع الاختبارات فمنها اختبارات الذكاء ، والاختبارات اللغوية ، كما تطبق هذه الاختبارات فردياً أو جماعياً ، وقد تكون اختبارات فردية أو بطاريات اختبار (15 : 223 – 226) .
4- دراسة الحالة : تعتبر دراسة الحالة أشمل الوسائل وأدقها لتشخيص الضعف فى القراءة ، حيث تجمع الوسائل السابقة بالإضافة إلى الفحص الطبى والنفسى والاجتماعى ، وعلى الرغم من جودة هذه الطريقة فى التشخيص إلا أنها أقل استخداماً لما تتطلبه من وقت وجهد وتكاليف (12 : 244) .
5- الدراسات العلمية : تمدنا الدراسات العلمية التى تجرى على التلاميذ ذوى صعوبات القراءة بمعلومات وإحصاءات عن أنواع الصعوبات التى يعانى منها التلاميذ ، وتحدد أولئك التلاميذ الذين يعانون من صعوبات محددة حتى يمكن علاجهم .
6- أحكام المعلمين : يمثل حكم وتقدير المعلم أساساً تشخيصياً له قيمة تنبؤية عالية فى الكشف والتحديد المبكرين لذوى صعوبات القراءة ، وتشير البحوث العلمية إلى أن تحليل السلوك الفردى الذى يتم بمعرفة المدرسين أكثر فعالية من التحديد القائم على استخدام الاختبارات الجماعية والفردية (15 : 227)