أهمية معالجة صعوبات القراءة :
ونظراً لأهمية القراءة أصبحت مهمة المدرسة الابتدائية الأساسية تنمية القدرة القرائية لدى التلاميذ ، وإذا أخفقت المدرسة الابتدائية فى هذه المهمة فقد أخفقت إخفاقاً ذريعاً فى أهم هدف من أهدافها ، لذلك ينادى التربيون دائماً القراءة ، لأن كثيراً من المشكلات الدراسية لتلاميذ المرحلة الابتدائية وما بعدها بعود إلى الضعف فى القراءة .
ويشهد عصرنا الحالى الطلب على الأفراد ذوى التدريب العالى ، ونتيجة للتخلى السريع عن الوظائف والمهن القديمة وأصبحت عملية إعادة التدريب والتدريس ضرورة ملحة ، ونتج عن ذلك أن الكثير من العمالة فى كل مهنة سيضرون إلى إعادة تدريب أنفسهم كى يستعدوا للوظائف الجديدة . وسيستمر هذا التدريب لمرات عديدة طوال حياتهم .
وتعتبر القدرة على القراءة بكفاءة هى أحد المفتايح المهمة لإعادة التدريب والمحافظة على البقاء فى العمل ، أضعف إلى ذلك كما يذكر آلان Alan (21 : 13) أننا نعيش فى عالم ذى وسائل إعلام متعددة ونظام معلومات جديد ، فلدينا الكمبيوتر وما يتصل به من الاتصال عن بعد ، والبريد الإلكترونى ، وشبكة الانترنت (الشبكة الدولية للمعلومات) كل ذلك يتطلب من مستخدمى هذه الوسائل قراءة المعلومات الإلكترونية على الشاشة المستقبلة ، وهذا يضيف دليلاً آخر على حاجتنا لمعالجة مشكلات الضعف فى القراءة الذى يقف حجر عثرة فى سبيل استخدام وقراءة هذه الوسائل وبالتالى أصبح معالجة الضعف فى القراءة ضرورة ملحة أكثر من ذى قبل ، ومع انتشار تعلم القراءة أصبح لابد من وجود صعوبات تعلم القراءة وبالتالى لابد من معالجة هذه الصعوبات .
وتتبع أهمية دراسة الضعف القرائى وعلاجه إلى أن معظم الطلاب يعانون من صعوبات تعلم ، وأن 80% منهم على الأقل يواجهون صعوبة فى القراءة وهذا يؤدى بالطبع إلى أنواع أخرى عديدة من المشكلات حيث تقل عند هؤلاء الطلاب فرص توظيف اللغة لكونهم ضعافاً فى القراءة ومن ثم فعلاج الضعف القرائى يؤدى إلى حل مشكلات الضعف فى المواد الأخرى.
ويضيف سيد عثمان (1979) إلى ما سبق من أهمية دراسة الضعف القرائى وعلاجه فى المرحلة الابتدائية ، أن التعرف على التلاميذ الذين يواجهون صعوبة فى القراءة وعلاجهم فى الصف الأول يؤدى إلى تحسنهم بنسبة تصل إلى 84% ، بينما تنخفض هذه النسبة عندما يعالج التلاميذ فى الصف الثالث لتصل إلى 46% وتنخفض إلى 18% عندما يعالج التلاميذ فى الصف الخامس ، وتهبط إلى 8% عندما يؤجل إلى الصف السادس .
ولا تقتصر أهمية علاج الضعف القرائى على حل مشكلات الضعف فى المواد الأخرى ، فحسب . بل يؤدى إلى حل المشكلات النفسية التى تلحق بالتلميذ جراء ضعفه فى القراءة ، إذ أن موضع الصعوبة فى التعلم بوجه عام وفى القراءة بوجه خاص كما يرى سيد عثمان .يمثل منطقة توتر فى المجال النفسى للمتعلم . ويمثل منطقة ضعف ، منطقة شديدة الحساسية انفعالياً ومشاعر سالبة كثير متكاثرة ، وتتسع هذه المنطقة الحساسة ، منطقة صعوبة التعلم غير المعالج ، وتتوالى منها مناطق ودوائر أخرى بحيث قد تشمل شخصية المتعلم كلها فإذا ما عولجت مبكراً أمكن إزالة التوتر والقلق وبعض صور الاضطرابات وأشكالها قبل أن تقع .
وأكثر من هذا بكثير . فإن أهمية دراسة الضعف القرائى وعلاجه هو السبيل إلى فهم التعلم بصفة عامة ، فقد يكون فى فهم صعوبات التعلم مفاتيح كثيرة من الأبواب المغلقة فى سيكولوجية التعلم ، ومن يدرى ربما تكون صعوبات التعلم المدرسى هى الأرض المفقودة التى علينا ارتيادها لنقيم فيها مراصدنا لاستكشاف عالم التعلم العجيب ، فقد شاءت قدرة الله تعالى أن يكون طريقنا إلى فهم الصحة هو المرض .