الطالبات المسترجلات

الطالبات المسترجلات
95% من طالبات الإعدادي والثانوي يعترفن بالمشكلة
كتب - حافظ إمام: أكدت الاختصاصية النفسية رئيسة مركز بتلكو لرعاية حالات العنف الأسري د. بنه بوزبون خطورة تفشي مشكلة الطالبات المسترجلات بين طالبات الإعدادي والثانوي. وقالت إن هؤلاء الطالبات يعشن بين الطالبات في سلوك الفتيان من حيث المظهر العام وقص الشعر ومحاولة إخفاء معالم الأنوثة وارتداء الملابس الرياضية وتكوين عصابات وفرض علاقات غير سوية على بعض الطالبات تأخذ أحيانا شكل تحرشات في حمامات المدارس.
وأضافت د. بنه أن هذا يعكس عدم تواصل هذه الفئة مع مجتمع المدرسة ومجتمع الأسرة بالإضافة إلى عدم قيام الإرشاد الاجتماعي بدوره المأمول في المدارس.
جاء ذلك في محاضرة ألقتها الدكتورة بنه بوزبون في المقر الانتخابي لمرشحة النيابي مريم الرويعي حول موضوع المسترجلات، حيث شهدت المحاضرة حضورا كثيفا غير متوقع تجاوز 300 مشاركة مثلت نسبة 90% منهن طالبات المدارس الإعدادية والثانوية وأمهاتهن.
وقد قامت د. بنه بتعريف عام لمشكلة المسترجلات ثم أشركت الطالبات في النقاش لمعرفة ما إذا كانت هذه المشكلة موجودة أم لا، حيث اتضح ان نسبة 95% من الطالبات الحاضرات أفدن أنهن يعشن أزمة المسترجلات يوميا بل أخذت بعضهن في رصد سلوكيات المسترجلات من الطالبات ومظهرهن، فهن يلبسن السلاسل في الرقبة واليد مثل الأولاد ويحلقن شعورهن ليجعلنها قصيرة كالأولاد ويحلقن الذقن والشارب والزلفين كي يبدين شعرا خشنا إضافة إلى أنهن يقمن بتغيير أصواتهن لتأخذ نبرة صوت الأولاد، كما يلبسن عادة الأحذية الرياضية ويرتدين البناطيل والقمصان الواسعة الفضفاضة، والأدهى والأمر أنهن يلبسن الضاغط على الصدر إخفاء لمعالم الأنوثة.
كان هذا هو المظهر العام للمسترجلات كما جاء على لسان الحاضرات بينما تطرق عدد آخر إلى سلوكهن العام، فقالت إحدى الحاضرات: إنهن يشكلن ما يشبه العصابات بين بعض الطالبات ويقمن بعملية ترقيم للبنات ويرسلن إلى بعض الفتيات من أجل الضغط على بعض الطالبات وتسهيل إقامة العلاقات مع هذا البعض فإذا رفضت إحداهن واصلن عملية الاقناع عن طريق الضغط بشتى الوسائل كي تقع في مصيدة حب متبادل غير سوي مع أخريات. وتروي إحدى الطالبات هذه الحكاية وكيف أنها دعيت إلى حضور حفل عيد ميلاد زميلة لها ولحسن حظها فإن والدتها حرصت على مرافقتها عندما لاحظت ذلك الإلحاح والإصرار على حضور ابنتها، فلما اطلعت على سلوكيات الحفل أخذت ابنتها من يديها وانسحبت من الحفل، كما تطرقت إحدى الطالبات الحاضرات إلى مظاهر أخرى من سلوكيات المسترجلات ومنها تحرشات جنسية في حمامات المدارس بما يصل إلى التقبيل والتلامس الجسدي.
وقد شاركت إحدى مديرات المدارس في هذا الاجتماع، وأعربت عن استهجانها نافية وجود مثل هذه المشكلة في مدرستها، وقالت: إنني أعمل مديرة مدرسة منذ أكثر من 30 سنة، ولدي خبرة في العمل التربوي، إلا أنني لم ألاحظ وجود هذه الظاهرة.
وأضافت انها طوال هذه الفترة لم تسمع سوى عن حالتين فقط، وقد ووجهت المديرة باستهجان من الطالبات الحاضرات اللاتي أكدن أنهن يعانين من هذه المشكلة، ومن مثل هذه السلوكيات بل إن بعضهن قلن إن هناك بعض مسترجلات بين المشرفات الاجتماعيات اللاتي يمارسن نفس السلوك. ودار سجال بين الطالبات والمديرة التي عاتبتهن، وقالت لهن أنتن المسئولات فلماذا لا تشتكين إذا كان ذلك صحيحا واتضح من خلال المناقشات أن المدرسة التي تنتمي إليها المديرة تعيش بالفعل هذه الأزمة وهذا ما أكدته طالبات حضرن الاجتماع من المدرسة نفسها وقلن إنهن يعشن الأزمة فعلا، وإن كن يخشين الشكوى.
وتقول د. بنه بوزبون إن معظم المناقشات حول هذا الموضوع دارت بين الأمهات والطالبات وقد عكس النقاش وجود هذه الظاهرة في المدارس وبشكل مكثف.
وتضيف: الواقع أن هذا النقاش عكس أزمة حوار وتواصل بين الهيئة التعليمية والطالبات، ولو ان إدارة المدرسة تريد المصلحة العامة لكان عليها الاعتراف بوجود هذه الظاهرة المشكلة. وقد شهد الاجتماع اعترافات أكثر خطورة أوردت حقائق مرة بأسماء وأعداد الطالبات اللاتي عانين من هذه المشكلة.
وأشارت د. بنه إلى أنها تتلقى يوميا شكاوى أعداد مخيفة من أولياء أمور طالبات يعانين مثل هذه الظواهر السلوكية في مدارسهن وهو ما يجعل أولياء الأمور يشعرون بالقلق على بناتهم في بعض الحالات.
وترى د. بنه بوزبون أن مشكلة البويات (المسترجلات) ظاهرة اجتماعية انتشرت في الآونة الأخيرة وعكست حالة من اغتراب المراهق أو المراهقة عن المجتمع، وهناك أزمة لدى المراهقات (البويات) المسترجلات يعانين معها من عدم الثقة بالنفس وعدم التوافق مع البيئة ومشاكل بين أفراد أسرهن. فالبنت المراهقة عادة ما تتعرض لعنف لفظي وجسدي واستهزاء من قبل أفراد الأسرة مما يجعلها لا تثق بنفسها وتشعر بأنها غير مرغوب بها، كما أن المراهقة تمر بأزمات نفسية تسعى خلالها إلى أن تكون محور اهتمام الآخرين وإعجابهم، إلا أنها ولعدم وجود صفات إيجابية تتحلى بها تلجأ إلى ممارسة سلوك آخر يجعلها محور الاهتمام.
وتعترف د. بنه بأنها قامت بعلاج عدد من الفتيات المراهقات، فوجدت أن غالبيتهن لا يعانين أي شذوذ هرموني وإن كن يعانين أزمة مع الأهل وأزمة عدم تواصل مع الهيئة التعليمية إلى جانب تأثيرات ضارة للإنترنت.
وترى د. بنه أن الحل يكمن أولا في الاعتراف بوجود هذه المشكلة ومحاولة رصدها بكل دقة، وتقول: إننا في مركز بتلكو نقوم برصدها ونسعى إلى عقد دورات توعوية، وتم عقد 6 دورات منها وشاركت فيها مجموعة كبيرة من المراهقات. كما أن الخط الساخن المجاني الذي سيعلن خلال أيام وسوف يكون له دور في التوعية والتوجيه وحل مشاكل المراهقين والمراهقات