الأسس التى تقوم عليها الاتجاهات المعاصرة فى إعداد برامج القراءة :
تتعدد الأسس التى تقوم عليها الاتجاهات المعاصرة فى إعداد برامج القراءة ومن أهمها:
أولا : تبنى نموذج أو أكثر من نماذج تفسير القراءة Reading Models :
هناك عدة نماذج قدمها العملاء فى تفسير القراءة ، وقد أنعكس كل واحد منها على برامج تعليم القراءة ابتداء من أهدافها وأنتهاء بتقويمها ، ويقصد بالنماذج التصورات التى وضعها العلماء ، كتفسير لعملية القراءة ، وكيفية وصول القارئ لمعنى النص ، وأهم هذه النماذج ما يلى :-
1- نموذج روث (Ruth) تصورات المعلمين حول القراءة :
فيرى أصحاب هذا النموذج ، أن القراءة وفهم المقروء ، تتوقف على تصورات وفهم المعلم للمادة المقروءة ؛ فإذا رأى المعلم أن القراءة لا تتعدى فك الرموز المقروءة ، فأن الأطفال سوف يسعون فى قراءتهم ، لتحقيق هذا الهدف فقط وإهمال ما سواه ، ولو رأى المدرس أن القراءة فهم عميق ، فأن الطالب سوف يسعى لتحقيق هذا الهدف ؛ حيث أن تصورات المعلمين هى التى تحدد القراءة وإجراءاتها وأهدافها لدى المتعلمين .
وهذا يجعل برامج القراءة قائمة أساساً بجميع مكوناتها لنقل هذه التصورات من المعلمين للطلاب .
2- نموذج النص / المعنى Bottom - up Models :
يقوم هذا النموذج على تفسير عملية القراءة ، وفق خطوات متتابعة ، تبدأ من النص وتنتهى عند المعنى ، وذلك وفق الخطوات التالية :
الإدراك البصرى للحروف – معرفة الحروف – معرفة الأصوات المرتبطة بالحروف – معرفة الكلمات – معرفة الجمل – إدراك العلاقات بين الكلمات والجمل – إدراك المعنى التام (Manzo & Manzo : 1992, p.15) . ويتميز هذا النموذج بتوضيحه للكثير من المهارات اللازمة للقراءة ، ويعاب عليه أنه أهمل شخصية القارئ ، وخاصة الكبار والماهرين ، الذين يمكن أن يدركوا معنى المقروء ، دون الالتفات لهذه الأمور (David & Jah, 1991 , p.98) (على عبد العظيم سلام : 1990 ، ص . 162) وهذا يجعل برامج القراءة قائمة على ترجمة هذه الخطوات فى جميع مكوناتها ، خاصة المحتوى وطريقة التدريس .
3- نموذج المعنى / النص Top Down Models :
ويرى هذا النموذج أن المعنى يبدأ من القارئ وليس النص ، خلال قيام القارئ بوضع تصورات عن المعأنى والأفكار التى يقدمها النص المقروء ، ثم يتثبت القارئ من صحة هذه التصورات ، من خلال قراءته وتفاعله مع النص ، ويستعين القارئ فى وضع هذه التصورات بخبراته السابقة (David Wray 1990, p.99) .
ومن هنا فالوصول إلي المعنى يتم وفق الخطوات التالية :
الخبرات السابقة – وضع التصورات حول مضمون النص – قراءة الرموز والكلمات والجمل – الوصول لمعنى النص – التثبت من صحة التصورات ومدى اتفاقها مع مضمون النص . مما يجعل برامج القراءة معتمدة فى تقديمها على المتعلمين والأنتقال مما لديهم من خبرات إلي الخبرات الجديدة ، المقدمة فى البرنامج ، وهذا يجعل المتعلم نشطاً ومشاركاً فى التعلم .
4- النموذج التفاعلى Interactive Model :
ويرى أن القراءة وفهم المقروء تعتمد على تفاعل القارئ مع النص وأنغماسه فيه ، من خلال حوارات داخلية للقارئ مع نفسه ، وهى تعكس تصوراته وإحساساته نحو المادة المطبوعة التى يقرأها ، وهذه التفاعل عملية عقلية فردية ، وقد يكون التفاعل مع النص ومع الآخرين ممن يحيطون بالقارئ من زملاء الفصل وعناصر البيئة المحيطة ، ويتوقف التفاعل على عوال كثيرة لدى القارئ ، مثل قيمة وتقاليده وعاداته وخبراته السابقة وحالته المزاجية وتفضيلاته (Ptricia : 1996, p.67)
وهذا التصور ينعكس على جميع مكونات البرنامج من أهدافه إلي التقويم .
وفى الحقيقة يمكن القول : أن الأخذ بنموذج واحد من هذه النماذج وترك الباقى أمر يجأنبه الكثير من الصواب ، فنجاح أى نموذج منها يتوقف على أمور كثيرة منها : (عمر التلاميذ – طبيعة النص إمكأنيات المعلم – عدد الطلاب)
ويمكن اقتراح نموذج جديد من النماذج السابقة يمكن أن نطلق عليه النموذج المختلط ؛ الذى يجمع بين نموذج النص / المعنى ، ونموذج المعنى النص ، وتصورات المعلمين ، ونموذج التفاعل ؛ بحيث يكون لدينا نموذج متنوع يناسب الجميع .
ثأنياً : تبنى مدخل من مداخل تعليم اللغة :
يوجد العديد من مداخل تعليم اللغة ، يعتمد كل واحد منها على نظرية لغوية أو نفسية أو هما معا ، ينعكس فى بناء البرامج بجميع مكوناتها وأهم هذه المداخل ما يلى :-
1- مدخل القراءة والكتابة التكاملى الوظيفى Literacy Approach :
أسس لهذا المدخل العديد من العلماء أهمه " فيجوتسكى ، ولنجرن ، وفرير " إضافة إلي جهور عملاء الأنثربولوجيا الذين وضحوا أهمية اللغة فى تحقيق الاستقرار والتواصل بين أفراد الجماعات والمجتمعات (Yatta : 1990, p.1) (Peyton : 1995. ERIC.ED.386960) إضافة إلي جهود علماء علم النفس ، وما قدموه من نظريات بنى عليها المدخل الوظيفى التكاملى وخاصة النظرية المعرفية ، والنظرية ، ونظرية التعلم الاجتماعى لـ " بندورا " ، ونظرية بياجيه (Emilia : 1990, p13) ولهذا المدخل تعريفات عدة ، فقد عرفه فينسكى (Venesky) بأنه : سلسلـة من المهارات اللغوية المتصلة ، التى يتعلمها التلميذ ، بقصد استخدامها وتوظيفها داخل المدرسة وخارجها . (Karmen : 1989, p.1 فى خلف الديب : المرجع السابق)
ويعرفه ويلز (Wells 1987) بأنه قدرة الفرد على القراءة والكتابة ، والتى تتسم بفك الرموز المكتوبة وتحويلها إلي كلام منطوق ، واكتساب المعلومات وإدراك دلالتها لتوظيفها فعليا فى الحياة . (Sandra : 1998, p.423)
وتعرفها باترشيا Patricia بأنه امتلاك الفرد لمهارات القراءة والكتابة والمعارف بالمستوى الذى يمكنه من التفاعل مع مجتمعه من خلالها (Patricia : 1995, p73) .
وبصفة عامة فأن هذا المدخل يقوم على جأنبين ؛ الأول : التكامل بين القراءة والكتابة الثأنى : ربطهما بمواقف الحياة . فلا معنى للغة إذا تحولت إلي مهارات منفصلة غير مستخدمة .
ويعنى هذا المدخل بتعليم القراءة ، من خلال تكاملها مع الكتابة ، فنحن نقرأ ما نكتب ونكتب ما نقرأ ؛ فالارتباط بينهما أمر ضرورى ، مع الاعتماد فى تعليمهما على موضوعات ومواقف وخبرات وظيفة حياتية مرتبطة بالمتعلمين ، وقد ارتبط هذا المصطلح بموضوعات أخرى غير القراءة والكتابة ؛ فهناك الثقافة العلمية (Scientific Literacy) والثقافية والتاريخية (History Literacy) والثقافة البصرية (Visual Literacy) ثم استخدام فى ظل السياق الوظيفى للقراءة والكتابة (خلف الديب عثمأن : 2003 ، ص67)
أن تبنى هذا المدخل فى تعليم القراءة والكتابة ، يجعل برامج القراءة تركز فى جميع مكوناتها الجانب المهارى التطبيقى للغة ، مع مراعاة الارتباط بين القراءة ومواقف الحياة ، التى يعيشها الطلاب .
2- مدخل القصة Story Approach :
وتعرف القصة على أنها : " عمل أدب يصور حادثة أو عدة حوادث مع الارتباط الزمأن والمكأن ، ووجود تفاعل حادث بين أبطالها ، مصوراً ما بها من صراع مادى ونفسى ، متسلسلاً فى عرض الأفكار بطرية مشوقة ، للوصول إلي نهاية وتحقيق غاية (على محمد طلب : 1996 ، ص183)
ويقوم هذا المدخل على استخدام القصة بعناصرها المختلفة فى تعليم القراءة معتمداً على النظرية التصورية العقلية (Mentalistic Theory) كأساس لهذا المدخل ، وهى نظرية معرفية تفسر تعلم اللغة ، على أنه مهارة معرفية معقدة ، تتضمن استخدام أساليب متنوعة للتعامل مع المعلومات ، مع اهتمامها بالعمليات الداخلية المنظمة والعمليات المعرفية فهى توضح العلاقة الوثيقة بين اللغة والتفكير . (جودث جرين ، 1990 : ص102) كما تعد نظرية الأشكال (Schemata Theory) من الأسس التى يقوم عليها هذا المدخل ، وقدم تم تطويرها هذه النظرية على يد أندرسون (R.C. Anderson) وغيره من المتخصصين فى علم النفس التربوى ، وترى هذه النظرية أن المعرفة شبكات تلخص البنى والتركيبات العقلية ، لما يشاهده الفرد فى بيئته (Widmayer 2003) وترى أن الفرد يتعلم الجديد من خلال ما يلى :
أولا : الربط (Accretation) وهو يتم عندما يتعلم الفرد المعلومات الجديدة وفق الاسكيما العقلية الموجودة لديه بالفعل .
ثأنياً : التوظيف (Tuning) عندما تكون الاسكيما المعرفية لديهم غير قادرة على التعامل مع المعلومات الجديدة فيقومون بتعديلها وتوليفها مع المعلومات الجديدة .
ثالثاً : إعادة البناء (Restruction) ؛ حيث يقمون بإعادة بناء الاسكيما الخاصة بهم ، عندما لا يكون هناك اتساق بين الاسكيما القديمة والمعلومات الجديدة . (Lee : 2001)
وهذا يجعل القصة محـوراً لبرنامج القراءة بكل مكوناته ، ويتعلم الطلاب وفق هذا المدخل ، عن طريق سماعه القصة من المعلم أو الأقرأن ، أو من خلال مواد سمعية ثم يقوم الطلاب بقراءتها ، مع العمل على الإفادة ، مما تتضمنه من جمل ومعأنى ، فى بناء قصة جديدة (David, 1991 : p.104)
3- المدخل اللغوى الكلى Whole Language Approach :
ويقوم هذا المدخل على النظر إلي اللغة نظرة كلية شاملة ، يتم تعلمها فى مواقف اجتماعية مختلفة ، مع الربط بين مهارتها الأربع ؛ وبالتإلي يتم تعليم القراءة من خلال ارتباطها بأمرين : الأول مهارات اللغة وخاصة الكتابة . الثأنى : مواقف ذات طابع اجتماعى تستخدم فيها اللغة بواقعية .
ولتحقيق هذين الأمرين ، يتعاون فريق من المتعلمين ، لتحقيق التعلم بصورة جماعية تعتمد على التواصل اللغوى . (Peyton & Crandell, 1995, ERIC;ED.386460) ويقوم هذا المدخل على الفكر الجشتالطى ، الذى يرى أن التعلم يتم فى صوة كلية ، ثم يتم إدراك جزئياته مع الاستعأنة فى تحقيق ذاك بقوأنين التعلم المختلفة ، التى تناولتها النظرية كالتشابه والتكميل ، وغير ذلك من جوأنب ، تساعد على الربط بين العناصر المختلفة لموضوع التعلم ، كما أن الدراسات التى أجريت فى مجال الذاكرة ولتذكر فى مجال علم النفس المعرفى – كما أشار إلي ذلك نورمأن – أثبتت أنه كلما أدرك المتعلم العلاقات بين المادة المتعلمة ، كملا ساعد ذلك على تذكرها بصورة أفضل ؛ لأن التعلم هو التخزين الجيد للمعلومات والأداء الماهر للمهام التى تتعلق بهذه المعلومات من ناحية أخرى .
وتعد النظرية التفاعلية (Interaction Theory) النظرية اللغوية التى يقوم عليها هذا المدخل ، والتى ترى أن الجانب البيئى وخاصة الاجتماعى هو الأساس فى تعلم اللغة ، ومن رواد هذه النظرية شومأن .
وعند تبنى هذا المدخل يركز برنامج القراءة على جوأنب التكامل بين مهارات اللغة والمهارات الكلية للقراءة ، مع الاهتمام بتعليم الطلاب بعض المهارات اللازمة للتعلم كالتعاون والقيام بالدور ، والتقويم الذاتى وغيرها .
5- مدخل الكفايات Competencies Approach :
وينطلق هذا المدخل فى تعليم القراءة بصفة خاصة واللغة بصفة عامة ، من الكفايات اللغوية ؛ حيث يتم تحديد كفايات القراءة اللازمة لطلاب المرحلة الثانوية ، ثم توزع وفق أس نفسية ولغوية على الصفوف الدراسية ، ثم تبنى برامج القراءة لهذه الصفوف فى ضوء هذه الكفايات كما يلى (تحديد الكفايات الخاصة بالقراءة – تحديد احتياجات المتعلمين فى ضوء الكفايات التى كأن ينبغى اتصافهم بها – بناء البرنامج وتقديمه للطلاب – التقويم) .
6- مدخل كتابات المتعلمين المنشورة Learner Writing publishing :
يعد المحتوى القرائى نقطة الأنطلاق أو محور بناء القراءة لأهميته ، فكم من طالب أنصرف عن هذه القراءة ؛ لأن الموضوع غير مشوق وممتع ، ولا يمثل له أى أهمية ؛ لذا يسعى هذا المدخل إلي بناء برامج القراءة ، فى ضوء ما يكتبه الطلاب من موضوعات ، تعكس اهتماماتهم وميولهم وقدراتهم ، والأنطلاق منها فى تعليمهم القراءة بمهاراتها المختلفة ، ويمكن فى ذلك الاستعأنة بالعصف الذهنى ، الذى نتوصل من خلاله إلي مجموعة من الموضوعات ، التى يكتب التلاميذ حولها ، ثم نشر هذه الكتابات من خلال برنامج القراءة ، والإقادة منها فى تعليمهم القراءة ، بما يتناسب مع خصائصهم ،وهذا المدخل يفسح المجال لاستخدام دراسات الموقف (Action Research) فى بناء وتجريب وتطوير مثل هذه البرامج .
7- مدخل الخبرة اللغوية Language Experience Approach :
ويعتمد هذا المدخل على خبرات المتعلمين اللغوية السابقة فى بناء برامج القراءة ، بقصد تنمية لغتهم من ناحية وتفكيرهم من ناحية أخرى ، ومن هنا هيا ننطلق مما يعرفه الطلاب ونبنى عليه مالا يعرفه ، وهو مدخل يمكن استخدامه فى تعليم مهارات اللغة المختلفة ، فتركز البرامج على المتعلمين والعمل على الإفادة من خبراتهم السابقة فى تعليمهم مهارات وموضوعات القراءة المختلفة نظراً للارتباط الوثيق بين الخبرة واللغة .
ويتسم هذا المدخل بالتنوع والثراء والابتكارية ، ومراعاة ميول المتعلمين وتلبية حاجاتهم المجتمع ، ومناسبته لتنمية التفكير وتكوين شخصيات مستقلة قادرة على التجديد والتطوير ، كما تتسم البرامج التى تبنى فى ضوء هذه البرنامج بالمرونة والتنوع والثراء والتطور (Depra, 1997) مع الاعتماد فى ذلك على الخبرات المشتركة بين الطلاب بصورة أكبر ؟
ويتم تعليم القراءة ، من خلال المواد الدراسية المختلفة ، وهذا يساعد على نمو التفكير ، وتحقيق قراءة هادفة وتحقيق التكامل ، ويساعد الطلاب على حل المشكلات التى تواجههم أثناء التعلم .
ثالثاً : تبنى نظرية لغوية فى بناء برامج القراءة:
تعنى النظرية اللغوية بتفسير اللغة ، وتوضيح طبيعتها وتعلمها وهذا يوضح أيضا طبيعة القراءة ومهاراتها ؛ مما يجعل وجود نظرية لغوية فى بناء برنامج القراءة أمراً ضرورياً ؛ حيث ينعكس ذلك على مكونات البرنامج ، وأهم هذه النظريات ما يلى :
1- النظرية اللغوية :أسس هذه النظرية تشومسكى ، الذى يرى أن لدى الطفل استعداداً فطرياً لاكتساب المهارات اللغوية ، ويطلق على هذا الاستعداد الفطرى جهاز اكتساب اللغة ، وهو يمكن الطفل من استقبال الإشارات القادمة وإعطائها معنى ، وأنتاج استجابة تجاهها تظهر فى صورة لغوية .
وتبنى هذه النظرية ، يجعل برنامج القراءة يقدم مهارات القراءة بصورة فطرية طبيعية ، تعتمد على تقديم مثيرات مختلفة تساعد التلاميذ على أنتاج لغة طبيعية ، مما ينعكس على جميع مكونات البرنامج .
2- النظرية العقلية Mentalistic Theory :رائدها جون لوك (Jon Locke) وتنص هذه النظرية على أن الكلمات هى الإشارة الحاسية إلي الأفكار ، التى تعد المغزى المباشر لها ؛ فاللغة أداة لتوصيل الأفكار أو تمثيلاً خارجياً لها ، وينبغى أن يكون المتكلم متمكناً من الفكرة وتمثيل هذه الفكرة ؛ بحيث يعطى التعبير الفكرة نفسها الموجودة فى عقل السامع ، ويتفق هذا الرأى مع أصحاب النظرية المعرفية الذين ينظرون إلي التعلم على أنه مهارة معرفية معقدة ، تتضمن استخدام أساليب متنوعة للتعامل مع المعلومات واهتمامها بالعوامل الداخلية المنظمة والعلميات المعرفية .
وهذه النظرية تظهر العلاقة بين اللغة والتفكير ؛ حيث قدم فيجوتسكى (Vygotsky) تحليلاً يوضح درجة التفاعل بين اللغة والتفكير ؛ فاللغة عنده تقوم بوظيفتين مختلفتين ؛ وهما الاتصال الخارجى ، والتحكم الداخلى فى الأفكار ، وهما يستخدمأن الرموز اللغوية للنقل من طرف لآخر . (فيجوتسكى : نقلاً عن جودث جرين : 1990 : ص 102)
3- النظرية السياقية Contextual Tneory :يعد فيرث (Firth) من رواد هذا الاتجاه الذى ظهر فى لندن ، باسم المنهج السياقى (Approach Contextual) ، واهتمت هذه النظرية بالجانب الوظيفى الاجتماعى للغة ، ويرى فيرث أن المعنى ينكشف لنا من خلال السياق ، الذى يمكن أن يقسم إلي : السياق اللغوى ، والسياق العاطفى ، والسياق الموقفى والسياق الثقافى ، وتشير هذه النظرية إلي الاهتمام بالجوأنب البيئية فى معرفة المعنى ، وهذا يتفق مع ما نادى به أصحاب النظريات البيئية ، ويتم ذلك من خلال تفاعل الفرد مع البيئة ؛ وذلك يحدث فى ثلاث صور هى : تفاعل أحادى الاتجاه تفاعل ثنائى الاتجاه ، تفاعل تبادلى ،وهذا يجعل برنامج القراءة يركز على السياقات المختلفة التى يتفاعل معها المتعلم لاكتساب مهارات القراءة .
4- نظرية الحقوق الدلالية Semantic Field أو الحقل المعجمى :يعد الحقل الدلإلي : مجموعة من الكلمات ترتبط دلالتها ، وتوضع عادة تحت لفظ عام يجمعها ، مثل لون (أحمر ، أصفر ، أخضر) . ولكى نفهم معنى كلمة ، يجب أن نفهم كذلك مجموعة الكلمات المتصلة بها دلالياً ، أو كما يقول " لاونس " (Lyons) أنه يجب دراسة العلاقات بين المفردات داخل الحقل أو الموضوع الفرع ، وهذا يشبه كثيراً نموذج ذاكرة المعنى ، الذى صممه كيس (Kiss) الذى يعتمد على ما يسمى تداعى أو ترابط الكلمات (Word Association) أو بمعنى آخر الكلمات التى من الأرجح أن يأتى بها الناس ، كاستجابات لكلمات أخرى تقدم إليهم ، ولكن هذا النموذج لا يقدم تفسيراً لكل العلاقات التى تربط بين الكلمات ، وهذه العلاقات قد تكون تضاداً مثل 0أبيض وأسود) او تشابه أو غير ذلك ، والأخذ بهذه النظرية يجعل برنامج القراءة وخاصة محتواه تنظيماً يعكس تلك الفكرة .
5- النظرية السلوكية Behavioral Theory :يرى أصحاب هذه النظرية أن السلوك – بما فى ذلك السلوك اللغوى – ارتبط بين مثير واستجابة . وبالتإلي يكون المعنى هو الارتباط القائم بين المثير القادم من العالم الخارجى والاستجابة اللفظية للفرد ، وهذه النظرية تتفق مع أصحاب النظريات البيئية التى تهتم بالجوأنب البيئية فى تفسير السلوك الأنسأنى ومن روادها " سكنر وسامبسون " .
6- نظرية المعنى : أشار " كاتز وفورد (Katz & Ford) أننا لكى نصل إلي المعنى ، ينبغى أن نستخلصه من البنية العميقة ؛ لمعرفة معأنى كل كلمة من كلمات الحملة ، فضلاً عن معرفة العلاقات النحوية الباطنية الأساسية ، التى تربط بين هذه الكلمات ، وهو ما تحتويه البيئة العميقة للتعبير ، والأهم هو مدى واقعية المعنى المراد التعبير عنه أو المراد فهمه . ويرى " كراشن " أن تعلم اللغة كى يكون فعالاً ، لابد من أن يتوفر له الوقت اللازم لاستعمال اللغة ، والتركيز على سلامة اللغة ، ومعرفة القاوعد اللغوية ، وتطبيقها ، وهذا يجعل برنامج القراءة منصباً على تدريب الطلاب على الفهم العميق الحقيقى ، لكل ما تتم قراءته من خلال استخدام جيد ومتكرر للغة حتى تزداد المعأنى عمقاً ووضحاً .
7- نموذج علاقات المعأنى :يرى " نيول وسايمون " أن تعلم اللغة يعتمد بصورة كبيرة على الذاكرة الطويلة المدى ذات الطبيعة الترابطية ، والتى ترتبط فيها المفاهيم اللغوية بعلاقات منطقية مختلفة تكون فى النهاية نموذجاً هرمياً من المعأنى ، يعبر عنه الفرد وفقاً للمواقف والأغراض . (جودث جرين : 1990 : ص163) وكل واحدة من النظريات السابقة التى تفسر اللغة تدور حول واحدة مما يلى (التفكير ، السياق ، الدلالة ، البيئة) .
8- النظرية التفاعلية Interactional Theory :وترى أن اللغة نتاج تفاعل العوامل الفطرية مع العوامل البيئية ، دون الفصل بينهما أو تفضيل عامل على آخر ، ويمكننا القول : أن اللغة نتاج لكل ما سبق ، مع الاهتمام بجانب التفاعل والتأثير والتأثر القائم بينها ، فلا يمكن أن نصل إلي المعنى بواحدة منها دون الأخرى ، وهو ما أشارت إليه النظرية التفاعلية ، مما يجعل برنامج القراءة يركز على تلك التفاعلية فى جميع مكوناته ، خاصة فى طريقة التدريس والأنشطة التعليمية .
9- نظرية النموذج الموجه لـ كراشن :وتفسر هذه النظرية الأداء اللغوى واكتساب اللغة بصفة عامة ، وترى أن هناك نظامين للغة الأول : النظام المكتسب (Acquired System) وتشكل من قدرات خاصة بالإضافة إلي معرفة لغوية لا شعورية مكتسبة ، الثأنى : النظام المتعلم : (Learned System) ويشكل نتيجة للتدريس والتعليم فى المؤسسات التربوية وهو لا شعورى مدرك ، وهو يوجه ويراقب النظام المكتسب.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير الوقت اللازم للممارسة واستخدام اللغة ، والعناية بمعرفة مهاراتها ، وقواعدها المختلفة . وهذا يجعل برنامج القراءة يركز على نشاط المتعلم ، القائم على توجيه المعلم أثناء ممارسة نشاطات القراءة ، حتى يبنى له النظام المكتسب ، الذى يواجه النظام اللغوى العام لديه .