أهم الاتجاهات الحديثة فى علاج صعوبات القراءة :

أهم الاتجاهات الحديثة فى علاج صعوبات القراءة :
لقد تعددت الدراسات العلمية فى مجال علاج صعوبات القراءة وصممت البرامج التى تعالج المهارات المختلفة فى القراءة من قبل التربويين وعلماء النفس ، ويمكن تصنيف اتجاهات العلاج فى محورين رئيسين هما :
أ) المحور الأول : المداخل الوقائية : وتتمثل فى الكف المبكر عن صعوبات القراءة وعلاجها قبل أن تظهر وتستفحل .
ب) المحور الثانى : المداخل العلاجية ويتضمن محورين فرعيين هما :
1- علاج صعوبات القراءة النمائية Development Remedial courses : وهى تلك البرامج التى تتناول علاج العلميات ما قبل الأكاديمية Preacademic processes والتى تتمثل فى علاج العلميات المعرفية المتعلقة بالانتباه والإدراك والذاكرة والتفكير والتى يعتمد عليها التحصيل الأكاديمى ، وتشكل أهم الأسس التى يقوم عليها النشاط العقلى المعرفى للفرد ، ويعتبر السبب المباشر لعلاج صعوبات القراءة الأكاديمية ، وسوف يعرض الباحث لهذا المحور بشىء من الاختصار نظراً لإرتباطه المباشر بعلم النفس .
2- علاج صعوبات القراءة الأكاديمية : وهى تلك البرامج التى تتناول علاج صعوبات الأداء المدرسى الأكاديمى المتعلقة بمهارات القراءة مباشرة ، والتى تتمثل فى علاج التعرف على الأصوات والحروف والكلمات ، وفهم المفردات والجمل والفرات ، واستخدام الأفكار وغيرها من الصعوبات التى سبق تحديدها ، وتعتبر نتيجة لصعوبات المحور الأول ، وسوف يتناول الباحث هذا المحور بشىء من التفصيل كالتالى :
أ) المحور الأول : المداخل الوقائية :
نسمع دائماً ونردد الحكمة المعروفة " الوقاية خير من العلاج " ودرهم وقاية خير من قنطار علاج " ولعل المهتمين بمال صعوبات القراءة يؤمنون بهذه الحكمة ويركزون اهتمامهم على الكشف المبكر لصعوبات القراءة ، فقد أصبحت الاتجاهات الحديثة فى علاج صعوبات القراءة تركز على هذا المحور .
وقد حدد المختصون مستويات أدائية للقراءة ، ومؤشرات أداء مناسبة لكل مستوى ، ثم الإشارات أو الملاحظات التى تظهر على الطفل وتجعل القائمين على تعليم وتعلم القراءة يتوقعون مواجهة هذا الطفل لصعوبات قرائية ، ومن ثم تبدأ أساليب الوقاية .
ب) المحور الثانى : المداخل العلاجية . علاج صعوبات القراءة النمائية والأكاديمية
1- علاج صعوبات القراءة النمائية :
لقد تعدد مداخل علاج صعوبات القراءة النمائية وفقاً للنظرية التى تنطلق منها والأسس والافتراضات التى تقوم عليها . وسوف يعرضها الباحث على النحو التالى :
العلاج القائم على نظرية تشغيل المعلومات :
يقصد بتشغيل المعلومات مجموعة الإجراءات أو العمليات التى تحدث منذ تعرض الفرد للمثير حتى ظهور الاستجابة ، وينظر إلى كل عملية عقلية على أنها إجراء ناشئ من المعلومة التى يتم التوصل إليها من الإجراءات السابق حدوثها داخل إطار هذه العملية القلية أو من المثيرات ذاتها. (السيد خالد مطحنة،1994 : 44)
وفى القراءة يرجع سبب معاناة التلاميذ من صعوبات تعلم غير عادية فى كيفية القراءة إلى عامل أساسى فى صعوبات التعلم فى القراءة وهو النص والقصور فى أتوماتيكية فك الشفرة التى تتداخل مع الانتباه ، وتؤدى إلى استخدام وحدات تشغيل معلومات خالية من المعنى مثل الحرف المفرد ، وهذه الوحدات تتطلب أماكن ثقيلة على الذاكرة قصيرة المدى مما يؤثر على الفهم ويؤدى إلى صعوبات تعلم القراءة ، وترتبط هذه الصعوبات بالعوامل الفسيـولوجية أو تكون راجعـة إلى الفشـل فى تعلم المهارات والاستراتيجيات اللازمة للقراءة . (السيد خالد مطحنة،1994 : 54)
ويوضح أنور الشرقاوى أن هذه النظرية تقوم على افتراض أن الاستجابة الإدراكية ليست مجرد ناتج فورى للمثير ولكن تمر بعدة مراحل أو عدة عمليات جزئية كل منها يستغرق فترة زمنية معينة إما فى التنظيم ، وإما فى التحويل إلى عملية أخرى . (أنور الشرقاوي،1992 : 96)
ومن الدراسات الحديثة التى استخدمت نظرية تشغيل المعلومات لعلاج صعوبات القراءة لتلاميذ المرحلة الابتدائية دراسة السيد مطحنة ( 1994) ويقوم العلاج على أساس سبع خطوات هى :
- مقارنة الكفاءة ومستوى التحصيل الدراسى المتوقع للأطفال أصحاب صعوبات القراءة بالمستوى الحالى لهم فى معظم مواضع الصعوبة .
- عمل تحليل سلوكى شامل للصعوبة المتوقعة .
- تحديد مجال الصعوبة وتقديم الوسائل العلاجية المناسبة .
- صياغة بعض الفروض التشخيصية التى تؤدى إلى العلاج .
- تقديم علاج نوعى لموضع الصعوبة الأولية يصاغ فى ضوء فروض التشخيص .
- توسيع نطاق العلاج ليشمل المناطق الأخرى بالصعوبة .
- عمل علاج شامل ووضع التكنيكيات العلاجية لجميع مواضع الصعوبة .
العلاج القائم على حب الاستطلاع :
يعد حب الاستطلاع هو مظهر من مظاهر الدافعية المعرفية الذى يشير إلى رغبة الفرد فى المعرفة والفهم عن طريق طرح العديد من الأسئلة التى تشبع رغبة المتعلم فى الحصول على المزيد من المعلومات عن نفسه أو عن البيئة من حوله عن طريق إثارة رمزية أو غير رمزية تتسم بعدم الاتزان وعدم الألفة والجدة والتناقش والتعقيد (خيري المغازي حجاج،1993، : 16) .
ويقوم العلاج على عدة أساليب منها :
أ‌) أسلوب الحوار : ويكون حول قصة معينة ثم إلقاء عدة أسئلة ترتبط بتلك القصة ، ويقوم المعالج أو المعلم بمناقشة الأسئلة المطروحة لاختيار أنسبها ارتباطاً بالقصة أو القضية المطروحة وتتنوع هذه الأسئلة بين أسئلة حرة وأسئلة مقيدة تقوم على أساس التوصيل بين الجملة وما يناسبها من سؤال وتحويل الأسئلة المقيدة إلى أسئلة حرة ، وهى أسئلة الهدف منها تيسير العلميات العقلية المعرفية .
ب‌) إجراء بعض التجارب : والهدف منها هو الحصول على معلومات ، مثل استخدام تجربة الغليان للوصول إلى أسباب التبخر واستخدام تجربة المغناطيس للوصول إلى أسباب الجاذبية وهكذا .
جـ) استخدام الاكتشافات العلمية : وذلك من خلال عرض نماذج لها يكون ذلك بعرض بعض الاختراعات مثل عدسة مكبرة ومناقشة فوائدها على التلاميذ وما يمكن أن تستخدم فيه .
د ) استخدام النماذج والمجسمات : مثل عرض نموذج لجسم الإنسان أو للكرة الأرضية ومناقشة الأولان التى تضمنها وما ترمز إليه مثل اللون الأصفر للصحراء ، والأزر يدل على البحار والمحيطات ، والأخضر يدل على الأرض الزراعية وهكذا ...
هـ) استخدام الصور : ويكون عن طريق عرض مجموعة من الصور إما لطيور أو حيوانات أو أشياء خرى مكتوب أسفلها بعض المعلومات ، ويخبر التلميذ بذلك ويطلب منه كتابة أكبر عدد من الأسئلة التى تخطر بباله ، مثل ذلك إعطاء التلميذ صورة آلة موسيقية ليست من بيئيته ، كأن تكون يابانية أو صينية ويطلب من التلميذ النظر إليها لمدة خمس دقائق ويدون ملاحظاته وأفكاره عليها والتى تشبع لديه حب الاستطلاع ثم يناقش المعلم أو المعالج تلك الأسئلة والأفكار مع المتدربين ليزيل غموض الموضوع .
و) استخدام المتاهات : والهدف من استخدام المتاهات هو تنظيم المجال الإدراكى وتنمية الاستكشاف البصرى Visual exploration والقدرة على الانتباه .
وتنحصر إجراءات العلاج فى مطالبة التلميذ التعامل مع المتاهة حسب الترتيب الخاص بها ، ويمر عليها مرتين أو ثلاث مرات ويرى إلى أى مدى يتحسن أداؤه وسرعته فى المدة الأخيرة . مثال ذلك عرض متاهة يكون أعلاها أحد الطيور ، وفى أسفلها طعام لهذا الطير ونطلب من التلميذ محاولة توصيل الطائر لهذا العام وإذا فشل التلميذ يحاول مرة أخرى ويلاحظ مدى التحسن .
ز) استخدام القصة : تقوم إجراءات العلاج على عرض قصة مصورة أو مجموعة من الصور أو الرسومات غير الواضحة والغامضة ويطلب من التلميذ النظر إليها بإمعان لإدراك الأشياء التى تتطلب معرفتها منه إدراك ما وراء الأشياء الظاهرة .
العلاج القائم على استخدام الواقعية :
وقد استخدام هذا الاتجاه كل من دسى وشاندلر (1986) ويسمى المدخل الدافعى النمائى Developmental Motivational Approach . ويقوم هذا المدخل على أساس أن الأطفال الذين يعانون من صعوبات القراءة تكون لديهم حاجات تجاه المواد الدراسية أو السياق التربوى عامة ، والتى تتطلب نوعاً من الدافعية الذاتية الداخلية من خلال إعطائهم المهام المناسبة للوصول إلى درجة من التحدى Challenge والاستقلال الذاتى ، والتخلص من تحك الكبار والاندماج مع الآخرين . وفى نطاق ذلك خلص دسى وشاندلر 1986 إلى أن حب الاستطلاع هو المحتوى الأمثل للدافعية الداخلية ، وأن السلوك الاستكشافى الذى يعتبر نتاج حب الاستطلاع يساعد الطفل الذى لديه صعوبات تعلم على وجه الخصوص على أن يصبح متعلماً مستقلاًَ ذاتياً (Deci,E,1986:854-587)
العلاج القائم على البحث / التدريس Search/ Teach Tuoring Approach
ومن أنجح البرامج فى علاج صعوبات القراءة البرنامج الذى صممه كل من بانايوتا Panayota وديلمونت Delmont واليزابيث وينفرد Elizabeth Winifred والذى لقى نجاحاً كبيراً واستخدم فى 83 مدرسة فى 13 مقاطعة بالولايات المتحدة الأمريكية ، وهو قائم على أساس مدخل البحث/التدريس ، وقد أثبت فاعليته فى علاج صعوبات التعلم القرائية وذلك بتدريب التلاميذ على الإدراك البصرى والسمعى فى الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية ، وإذا طبق فى رياض الأطفال فإنه يعطى نتائج قيمة فى الوقاية من صعوبات القراءة ، وقد صمم هذا البرنامج فى وحدة اضطرابات التعلم فى قسم العلاج النفسى بجامعة نيويورك ، مركز بليفو الطبى Pellevo Medical center (W Winfred,1992:573-586).
2- علاج صعوبات القراءة الأكاديمية :
ويتناول الباحث فى هذا المحور البرامج التى تتناول علاج صعوبات الأداء المدرسى الأكاديمى والمتعلقة بمهارات القراءة مباشرة ، والتى تتمثل فى علاج التعرف على أصوات الحروف ، وتحديد الحروف والكلمات وفهم المفردات والجمل والفقرات ، واستخراج الأفكار الفرعية والرئيسة ، وغيرها من المهارات التى سبق تحديدها فى هذه الورقة والتى تتمثل فى الاتجاهات التالية :



أ) العلاج الوظيفى :
يقوم هذا الاتجاه على تدريب التلميذ على فعل أشياء بنفسه ، وينطقها ويكتبها ، هذه الأشياء تكون من محيط التلميذ وما يستخدمه فى حياته اليومية ، وبالتالى تساعده على تنمية مفرداته ، والفهم والتعميم والاستخدام الوظيفى للقراءة .
ومن أبرز البرامج فى هذا المجال البرنامج الذى صممته باتريشيا لوجان Patricia Logan عام 1995 Patricia 1995:179-240) ) والذى يتكون من عدة وحدات مثل وحدة " كيف تفعل " How to ووحدة " أستطيع أن أخبرك ماذا أريد I can tell you what want وسوف يعرض الباحث هذه البرامج من حيث أهدافها ومحتواها والطرق المستخدمة فى العلاج وكذلك الأنشطة والأدوات .
البرامج العلاجية العامة :
وبالإضافة إلى البرامج التى تم عرضها ، فإن هناك برامج أعدت لتتناسب جميع أنواع الصعوبات فى المراحل العمرية المختلفة ، ومنها المرحلة الابتدائية وقد أطلق عليها الباحث اسم البرامج العلاجية العامة نظراً لعد تخصيصها لصعوبة قرائية محددة أ مرحلة تعليمية معينة ويمكن عرضها كالآتى :
هناك برامج عامة صممت لكى تصلح لجميع التلاميذ ذوى صعوبات القراءة فى جميع الأعمار ، ويستغرق البرنامج 60 أسبوعاً لتعليم أى تلميذ القراءة والهجاء ، على أن يتم العلاج فردياً ، أما إذا تم العلا فى مجموعات صغيرة فتكون فاعليته أقل .
ومن أمثلة هذه البرامج العامة البرنامج الذى صممه ديان ماك جينس Diane Mc Guinness عام 1997 والذى يعرض له الباحث فيما يلى 1997:309-326) (Diane Mc: